اجتصادية ـــ المقال رقم /73/

صحيفة تشرين– دمشق – سورية

العدد: 7867 تاريخ  11/2000/ 30

هل يمكن ان تكون إجراءات الإصلاح الاقتصادي حيادية ؟ د. محمد سماق يرى أنها يجب أن تكون منحازة . نعم منحازة للطبقات الكادحة .

لكن في حقيقة الامر لم تكن الإصلاحات الاقتصادية على هذه الحال في معظم دول العالم التي اختارت الإصلاح ” طريقاً” أما في سورية .. فإن الملامح الرئيسية للإصلاح لازالت تضع تحسين أوضاع الطبقة الكادحة أحد أهدافها.

وبصراحة فإن هذا الهدف يحتاج إلى جهود أكبر حتى نترجمه على أرض الواقع .

فإذا نظرنا إلى القوانين التي تم تحديثها ، والقرارات التي جرى اتخاذها لم تصل بعد بشكل مباشر  إلى “الطبقة الكادحة” !

يعني ..سيارات .. واستثمار .. وقطع اجنبي .. ومصارف خاصة بالمناطق الحرة !!

بينما لم يجر الإعفاء من ضريبة الدخل .. ولم يتم العمل على رفع سقف التعويض العائلي ، وجرى إلغاء المخصصات التموينية من السكر والرز !!.

صحيح أن تشجيع الاستثمار وقرارات تساعد على النمو الاقتصادي سوف تؤدي بالنهاية إلى تحسين حياة المواطنين إلا ان هذا مرهون بعدة عوامل أخرى مثل العدالة في توزيع الدخل وغيرها !!

لذلك فإن أي إصلاح اقتصادي يجب أن يحمل أهدافاً ( اجتماعية – اقتصادية ) . والتي أفرزت مصطلح ” اجتصادية ” ! وهذا ما أدى إلى تأثير كبير على زيادة أعداد العاطلين عن العمل.

وأدت أيضاً إلى انخفاض الحد الأدنى من الأجور نتيجة العرض الهائل لفرص عمل تحاول جاهدة أن تحصل على الحد الأدنى من الممكن!!

لهذا فإن الشيء المقدس الذي يجب ألا تتجاوزه أي خطوات إصلاحية هو حياة المواطن المعيشية.

وقتها نستطيع أن نقول أن الإصلاح يسير باتجاهه الصحيح !!

 

عبد الفتاح العوض