د. سماق : إن استمرت المفاوضات كما الآن فأتوقع اتفاق خلال فترة قريبة ــ المقال رقم /83/

صحيفة البعث – دمشق  – سورية   

العدد :11904- تاريخ 13/10/2002   

منذ إعلان برشلونة عام 1995 نسمع إن وفداً سورياً غادر للتفاوض ووفداً عاد من بروكسل ، ماهي الصعوبات التي تحول دون الشراكة سألنا الدكتور محمد توفيق سماق الباحث الاقتصادي وعضو لجنة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي .. من الطبيعي أن يكون هناك مصاعب في علاقة بين طرفين ، لكن أن تحول هذه المصاعب دون توقيع اتفاق فأنا لا أعتقد هذا ، فإنني اسميتها مصاعب ناتجة عن ظروف التطور لكلا الشريكين السوري والأوروبي ، فهم كل طرف للشراكة ، وكما قلت أمر طبيعي وقد أزيل القسم الأعظم من المصاعب وأتوقع إن سارت المفاوضات على نفس الوتيرة التي تسير عليها الآن أن يتم خلال فترة ليست بعيدة توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي .

  • و لكن ألم يفقد الجانب السوري من بريقه وألم يخسر العديد من المزايا وبرامج المساعدة خلال فترة التفاوض الطويلة ؟

– لا نستطيع الحديث عن الخسائر بمعنى الخسائر ، فموضوع المساعدات هي جزء من الشراكة ، التعاون في المجال الاقتصادي فيما يتعلق بالاستثمارات وإعادة تأهيل الصناعة هي من القضايا المطروحة في مجال الشراكة وستكون جزءاً من الاتفاق . بشكل عام الشراكة تتيح لنا العديد من الفرص ، منها فرص النفاذ إلى الأسواق وجذب الاستثمارات إضافة إلى أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تعطي رسالة للعالم أن سورية أضحت أكثر استعداداً للاندماج في الاقتصاد العالمي ، وهذا ما يشجع الاستثمار الأجنبي للتوجه إلى السوق السورية . هذا يعطينا فرصة للاستفادة من بعض المساعدات الفنية والمالية من الاتحاد الأوروبي . الأمر الجوهري في هذا المجال هو ،هل حقاً نستطيع الاستفادة منها ، فالفرص متاحة ، ولكن إلى أي مدى يمكننا الاستفادة منها وأظن أن الأمر هنا يتعلق بنا نحن .

الأمر الآخر هو عندما نتحدث عن الشراكة علينا طرح سؤال آخر ، إن لم يكن هناك شراكة فما هو البديل ، وأظن أن البديل للشراكة هو العزلة . هناك من يقول اننا طرف خاسر في الشراكة ، أعتقد ولو سلمنا مع هذه المقولة فمهما كانت الخسارة ستظل أقل بكثير من الخسائر التي تسببها العزلة التي أظنها موعداً مع المجهول .

  • برأيكم . ما هو سبب التعاطي مع المفاوضات بشيء من السرية وعدم الإعلان عن نقاط الاختلاف أو الاستئناس بذوي الخبرات في سورية ؟

– لم نقصد السرية كفريق مفاوض ، وقد يكون السبب مزدوجاً ، فالإعلام لم يول هذا الموضوع الأهمية الكافية ، والطرف الآخر يقع على المعنيين بالتفاوض بشأن الشراكة فلم نول موضوع الحوار مع المهتمين والمختصين ما يكفي أو ما يوازي أهمية الشراكة على الرغم من المحاولات التي تجلت بلقاءات وبعض الندوات . فالقضية في رأيي ليست سرية بقدر ماهي تقدير غير مناسب لأهمية الشراكة.

  • عدتم مؤخراً من جولة مباحثات تمهيداً للجولة التاسعة التي ستعقد في بروكسل في الثاني عشر من الشهر القادم ، ماهي نتائج تلك المباحثات ؟

– كان التركيز خلال المباحثات على توضيح بعض القضايا التي كانت بحاجة إلى توضيح ، وتبادل الآراء حول قضايا أخرى ، ولم تكن المباحثات حول تنازلات متبادلة للوصول إلى نتائج محددة ، أي مباحثات بروكسل وفرت مناخاً مناسباً لنجاح جولة المفاوضات القادمة .

  • سمعنا أن الوفد الأوروبي فأجابكم ببحث ميداني عن الاقتصاد السوري ، مغاير للمعلومات التي زود بها في الماضي …هل هذا صحيح ؟!

– فعلاً أعدت بعثة المفوضية الأوروبية في دمشق مذكرة حول الوضع الاقتصادي في سورية من مختلف الجوانب . لكن تلك الدراسة لم تفاجئنا لأن هذه الدراسة أعد معظمها بالتعاون مع وزارات الدولة ، وشاركنا في جزء منها ، وعلى اعتبارنا طرفاً في هذه الدراسة فنحن نعلم ماهي أهم المحاور فيها …. فالأوروبيون سألوا واجبنا ، ونحن أيضاً سألنا فأجابوا .

  • ماذا تتوقع أن يحدث في الجولة التاسعة ومتى تتوقع أن يتم الاتفاق ؟

– أعتقد أن الجولة القادمة سيكون خلالها التعاون الاقتصادي من أهم ما يطرح ، أي إعادة تأهيل الصناعة السورية ، الاستثمارات الأوروبية وتوجيهها إلى السوق السورية ، المساعدات الفنية التي ستقدم إلى سورية والمساعدات المالية المتوقعة من الاتحاد الأوروبي . الأمر الثاني أننا اقترحنا على الأوروبيين البدء بمناقشة نصوص الاتفاق ، بعد أن انتهينا من التعديلات السورية المقترحة ، ولم يعد هنالك  مانعاً أمام مناقشة النصوص ، وحول وقت توقيع الاتفاق ، وعلى الرغم من صعوبة التوقيع ولكن بعد إزالة وحل القضايا العالقة أتوقع أمرين الأول أن يكون اتفاقاً متوازناً مع الاتحاد الأوروبي . أقول متوازناً ولم أقل متكافئاً  ، فالتكافؤ يعني التساوي والتماثل ، فإن لم نستطع التكافؤ مع الاتحاد الأوروبي لظروف مفادها باختصار أنه أقوى تكتل اقتصادي ، فنحن نسعى لاتفاق متوازن يحقق مصالح الطرفين . أما الأمر الثاني فهو أن لا يكون توقيع الاتفاق بعيداً.

 

صحيفة البعث