صحيفة تشرين– دمشق – سورية
العدد 7569 تاريخ 12/1999/ 2 |
- سياتل مدينة أمريكية تقع شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية تتبع لولاية واشنطن تحتضن المؤتمر الوزاري ( وليس مؤتمر القمة كما يردد في وسائل الإعلام ) لمنظمة التجارة العالمية المؤتمر السابق عقد في سنغافورة (الشهر 12 عام 1996 ) يشارك في مؤتمر ستايل ما يزيد عن 130 دولة ، علماً أن عدد الدول الأعضاء في منظمة التجارة كان قد بلغ 132 دولة في الشهر الثاني عام 1998. يعقد هذا المؤتمر وسط خلافات عديدة بين المجموعات الاقتصادية الدولية :
- خلافات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، منها:
- دعم دول الاتحاد الأوروبي لمنتجاته الزراعية الذي تريد الولايات المتحدة تخفيضه.
- رفض دول الاتحاد الأوروبي استيراد لحوم الأبقار التي تتغذى بمواد علفية مخصبة بالهرمونات من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب آثارها الصحية السلبية على المستهلك حسب رأي الأوروبيين .
- الخلافات بين الطرفين حول تحرير صناعة السينما وخشية الأوروبيين ( الفرنسيين على وجه الخصوص ) من طغيان صناعة السينما الأمريكية بفعل قدرتها الكبيرة على المنافسة ، والآثار الثقافية المحتملة لذلك على النمط الأوروبي للحياة.
- الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان حول تحرير التجارة الإلكترونية ( إعفاؤها من الرسوم الجمركية أو تخفيض مستوى الرسوم الجمركية في حال القبول بمبدأ فرض الرسوم … وغيرها ).
- الخلافات بين الدول المتقدمة صناعياً ودول الجنوب حول الربط بين السماح بالاتجار بسلعة معينة ( في دول منظمة التجارة العالمية ) وتوفر مجموعة من المعايير والشروط الاجتماعية والبيئية في إنتاجها أو في الدول المنتجة لها مثل :
- عدم تشغيل الأطفال في إنتاج تلك السلع.
- وجود حدٍ مرضٍ من الحقوق للعمال المشاركين في إنتاج تلك السلعة ” تامين ضد البطالة ، نقابات غير حكومية ، ..”.
- أن تكون التكنولوجيا المستخدمة في إنتاجها ملائمة بيئياً.
بالإضافة إلى الخلافات بين الدول الأعضاء ، هناك العديد من المنظمات الحكومية في الولايات المتحدة وأوروبا تجد في أن تحرير التجارة العالمية سيكون له آثار سلبية على فرص العمالة مما سيؤدي إلى زيادة البطالة في دول تعاني في الأصل من معدلات بطالة مرتفعة ( إسبانيا 23% ، فرنسا وإيطاليا نحو 12% ، ألمانيا 11% … ). بسبب رغبة الشركات الكبرى في تخفيض كلف إنتاجها لزيادة قدرتها التنافسية عن طريق إدخال تكنولوجيا متطورة تُقلص الحاجة إلى اليد العاملة مما سيؤدي إلى فقدان أعداد كبيرة من العاملين لوظائفهم.
من المبررات الأخرى التي تسوقها هذه المنظمات أن نزعة الربح الطاغية لدى الشركات ستكون ليس على حساب العمال فقط وإنما على حساب البيئة حيث ستزداد معدلات التلوث وغيرها من الظواهر المضرة بيئياً بسبب الزيادة الكبيرة في الإنتاج بفعل تحرير التجارة الدولية.
على أية حال وبصرف النظر عن تفصيلات تلك الخلافات ومواضيعها فليس من المتوقع لمؤتمر سياتل أن يجد حلولاً لجميع تلك القضايا وعلى الأغلب سيكون أبرز ما ينتج عنه هو الاتفاق على البدء بالجولة التاسعة من المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف. علماً بأن الجولة الثامنة قد انتهت في 12/21/ 1993 وتم التوقيع على الاتفاق النهائي لهذه الجولة في اجتماع عقد في مدينة مراكش خلال الفترة 12-4/15/ 1994. حيث نتج عن ذلك ما عرف لاحقاً باتفاق مراكش ، في حال تم ذلك ستكون الجولة التاسعة المنتدى الملائم لحل تلك القضايا العالقة وغيرها .
وعلى الرغم من كل الصخب المرافق لمؤتمر سياتل يصعب للمراقب أن يتوقع توقفاً في مسار تحرير التجارة الدولية فذلك سيكون مناقضاً لحقائق الأشياء وطبائع العصر ، عصر العولمة ، عصر العالم بلا حدود !!.
الدكتور محمد توفيق سماق